التواصل الإيجابي: مفتاح نجاح الأستاذ في بناء جيل المستقبل





الرباط – احتضنت المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، ملحقة العرفان، يوم 8 يناير 2025، ورشة عمل قيّمة حول "أهمية التواصل الإيجابي والفعّال في إنجاح مهمة الأستاذ". وقد شهدت الورشة، التي أُقيمت بالمدرج 1 من الساعة 15:30 إلى 16:50، مشاركة نخبة من الأساتذة والخبراء في مجال التربية والتكوين، من بينهم الأستاذة نورة مستغفر، الأستاذة المحاضرة المؤهلة بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط، والأستاذة مليكة الدخش، والأستاذ حسن طويل. التواصل الفعّال: حجر الزاوية في العملية التعليمية افتُتحت الورشة بتقديم تعريف شامل لمفهوم التواصل الفعّال، حيث تم اعتباره عملية تبادل ديناميكية للمعلومات والأفكار والمشاعر بطريقة واضحة ومؤثرة، تهدف إلى بناء علاقات إيجابية وتحقيق التفاهم المتبادل بين أطراف العملية التعليمية. وقد تم التركيز بشكل خاص على الدور المحوري الذي يلعبه التواصل في تحسين جودة التفاعل بين المعلم والطالب، وتعزيز مشاركة الطلاب في الصف، وتسهيل عملية اكتساب المعرفة. من التواصل العنيف إلى التواصل غير العنيف: بناء بيئة صفية صحية تناولت الورشة موضوعًا بالغ الأهمية، وهو الفرق بين التواصل العنيف والتواصل غير العنيف، مع تسليط الضوء على تأثير كل منهما على المناخ الصفي. وقد تم شرح نظرية التواصل غير العنيف، التي ترتكز على أربع خطوات أساسية: الملاحظة المجردة من الأحكام الشخصية، والتعبير الواضح عن المشاعر، والتعرف على احتياجات المتعلمين لتحقيق الطمأنينة، وطلب الفعل بشكل يحترم الآخر. وقد أكد المتدخلون على أهمية تبني هذه الاستراتيجيات لبناء بيئة صفية يسودها الاحترام والتفاهم. استراتيجيات عملية للتواصل الإيجابي في الفصل الدراسي لم تقتصر الورشة على الجانب النظري، بل تعدته إلى تقديم استراتيجيات عملية قابلة للتطبيق في الفصول الدراسية. فقد شددت الأستاذة نورة مستغفر على أهمية "الاستماع الفعّال" كمهارة أساسية للتواصل الناجح، وقدمت تدريبات عملية لتحسين هذه المهارة. كما تم توجيه المعلمين إلى ضرورة "التعبير الواضح" عن أفكارهم بلغة بسيطة ومباشرة، وتجنب الغموض الذي قد يُعيق فهم الطلاب. بالإضافة إلى ذلك، تم التطرق إلى أهمية "التغذية الراجعة الإيجابية" كأداة فعّالة لتعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم وتحفيزهم على التعلم. وقد ناقشت الورشة أيضًا كيفية تطبيق هذه الاستراتيجيات في سياقات مختلفة داخل الفصل، مثل بناء علاقات إيجابية مع الطلاب من مختلف الأعمار، وإدارة الصراعات بشكل بنّاء، والتعامل الفعّال مع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، مع التأكيد على أهمية مراجعة دليل الأستاذ حول التربية الدامجة. توصيات من أجل تطوير مهارات التواصل لدى الأستاذ اختتمت الورشة بتقديم مجموعة من التوصيات الهامة، من بينها: • توفير المزيد من فرص التدريب وورش العمل لتعزيز مهارات التواصل الفعّال لدى المعلمين. • تطوير برامج تدريبية متخصصة تُراعي احتياجات المعلمين في مختلف المراحل الدراسية. • تشجيع البحث العلمي في مجال التواصل التعليمي، وتحفيز الطلاب والباحثين على تطوير ممارسات ونظريات جديدة. • تعزيز التربية الدامجة من خلال مراجعة أدلة الأستاذ للتعامل مع مختلف أنواع الإعاقات وكيفية تكييف التدريس بناءً عليها. • تعزيز علوم التربية، والتركيز بشكل خاص على علم النفس التربوي لفهم احتياجات الطلاب، خاصة في مرحلة المراهقة. التواصل الإيجابي: أساس بناء مجتمع تعليمي ناجح وقد أجمعت الورشة على أن التواصل الإيجابي ليس مجرد أداة تدريسية، بل هو جوهر نجاح العملية التعليمية برمتها. فالالتزام بالحوار الفعّال والاحترام المتبادل يُعتبر من الركائز الأساسية لبناء بيئة تعليمية مُثمرة تُساهم في تحقيق أهداف التعلم وتعزيز العلاقات بين جميع أطراف العملية التربوية، من معلمين وطلاب وإدارة.
Commentaires