اللغة العربية بين التحديات والآفاق: مؤتمر وطني يرسم خارطة الطريق



في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للغة الأم، اختتم الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، يوم السبت 22 فبراير 2025، فعاليات مؤتمره الوطني السابع، الذي احتضنته المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط. شكل هذا المؤتمر فرصة مهمة لمناقشة قضايا اللغة العربية في سياق السياسات اللغوية، والتحديات التي تواجهها، واستشراف سبل تعزيز مكانتها في المجتمع. السياسة اللغوية للغة العربية: محور رئيسي للنقاش انعقد المؤتمر تحت شعار "السياسة اللغوية للغة العربية: التحديات والآفاق"، حيث تناول المتدخلون مفهوم السياسة اللغوية كإطار لتنظيم وتوجيه استخدام اللغات في المجتمع، ومدى تأثيرها على الهوية الوطنية، والتنمية، وتكافؤ الفرص اللغوية. كما تم التطرق إلى الإشكالات التي تواجهها العربية، ومنها الازدواجية اللغوية، تأثير العولمة، وضعف الإنتاج العلمي بها، إضافة إلى آليات تدبير المجتمعات اللغوية واستراتيجيات تطويرها. جلسات علمية معمقة ورؤى متعددة توزعت أعمال المؤتمر على عدة جلسات علمية، أبرزها: "اللغة العربية والسياسة اللغوية: التحديات والآفاق"، حيث ناقش الدكتور مبارك حنون إشكالية الازدواجية اللغوية، بينما تطرق الدكتور مؤمن العنان إلى دور المجتمع المدني في دعم اللغة العربية، مشددًا على أهمية استقلالية المؤسسات اللغوية وتعزيز الرقمنة في خدمة العربية. أما الدكتور محمدو لمرابط، فقد سلط الضوء على مفهوم الأمن اللغوي ودور النخب في تحقيق العدالة اللغوية. "اللغة العربية والتخطيط اللغوي: وضع اللغة وأزمة الهوية"، والتي تناولت مداخلات حول العلاقة بين الفصحى والدارجة، والذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية، ومدى تأثير التعدد اللغوي على السياسات التعليمية بالمغرب. "مبادرات ومؤسسات في خدمة اللغة العربية"، حيث استعرض المتدخلون دور جمعيات المجتمع المدني في الدفاع عن العربية، وتعزيز استخدامها في مختلف المجالات، مع التركيز على أهمية التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني. توصيات لتعزيز مكانة العربية خلص المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات، أبرزها: تعزيز التعاون الاستراتيجي بين مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الحكومي لدعم العربية. إرساء سياسات لغوية قائمة على العدالة والتوازن بين اللغات الوطنية. دعم الأبحاث العلمية والمشاريع التكنولوجية التي تخدم اللغة العربية. التصدي لهيمنة اللغات الأجنبية في العملية التعليمية، ودعوة الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها في تفعيل القوانين الداعمة للعربية. إشراك المجتمع المدني في وضع السياسات اللغوية وتنفيذها. مستقبل اللغة العربية بين التحديات والطموحات تأتي هذه التوصيات في ظل تحديات كبيرة تواجه اللغة العربية، وسط سياق عالمي يشهد تحولات متسارعة. غير أن المشاركين أجمعوا على أن اللغة العربية تظل ركيزة أساسية في الهوية الوطنية والثقافية، وأن الحفاظ عليها وتعزيزها مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف الجهود بين الدولة، المؤسسات الأكاديمية، والمجتمع المدني. لقد كان المؤتمر فرصة للتأكيد على أن مستقبل اللغة العربية مرهون بتطوير سياسات لغوية ناجعة، قادرة على مجابهة التحديات وتحقيق التمكين اللغوي الحقيقي في مختلف المجالات.
Commentaires